الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

بــــعد الرحـيـــــل




بــــعد الرحـيـــــل

تقرأ جروحنا   بتأني وعمق ونشعر بأننا  بحاجة

إلى أن نعيد إكتشاف أنفسنا  من جديد ؛

ونرتب  أوراق روحنا المبعثرة ...

حينها نشعر أن في صدورنا  أماني ذبحها الرحيل

بــــعد الرحـيـــــل

نرى من نحب بصورة أوضح ونحس بمدى أثرهم

وتاثيرهم بشكل أدق .. فبعد الرحيل تكبر

محبتنا لهم وتصغر محبتنا لأنفسنا !!

بــــعد الرحـيـــــل

 تخيم غيوم الصمت على القلوب

و تتمسح جميع الأصوات إلا الخفقان

 تصاغ كلمات من جوفنا بأعلى الأصوات

 عبر الأفق تنادي بذلك كل من رحل …

 تدمع العين شوقاً لهم و لأنسهم …

 نكاد لا نقوى على استقبال يوم جديد

و نصَر على طلب العودة إلى أمسهم …

 تضيق النفس من كل المعالم التي كان بيوم

من الأيام قد زينها رسمهم …

بــــعد الرحـيـــــل

تتسع خارطة الشوق في جغرافية الروح ؛

وتضيق مساحة العتاب والخصام ..

لأننا نعرف جيدا طعم بكاء الأشياء التي يخلفها الغياب ..

ونرى كيف أن الحزن فيه يصفد أبواب الحلم
 
بــــعد الرحـيـــــل

نقرأ دفاتر الذكريات لوحدنا ونزينها بألوان الحنين الزاهية

ونرسم على السطور بعضا من علامات الإستفهام

والتعجب والفواصل .. ونتردد ونحن نضع نقطة

في آخر السطر لأننا نخشى أن تكون هذة النقطة الأخيرة

بــــعد الرحـيـــــل

نكتشف أحيانا أنه لم يتغير شئ سوى

أننا لم نعد نحس بشئ ولم تعد لدينا القدرة

على الإستمتاع بأي شئ .. حتى السفر الذي نحبه نراه

رحلة جديدة في درب الغربة والإغتراب
 
بــــعد الرحـيـــــل

يبقى القلب مشرعا بيارق من خوف وأمل ورجاء ..

تنتظر من يأتي وربما لا يأتي

***************

كلنا له في جوفه حكايات تتسع لآلاف الكتب و قد تفيض بالمزيد ،

كل منا في هذا الدنيا يعلم أين نقاط الضعف عنده و نقاط القوة

و يعلم - حقاً - ما يريد ، كلنا يسعى دائماً على إبقاء أقرب صورة

و بأوضح المعالم لأجمل الذكريات و إن كانت قديمة

 يتمركز إبداع الخالق في كل ثنايا الحياة فلولا فضله علينا بنعمة الذاكرة

 لما كنا صبرنا على الفراق و على الرحيل…

صعب هو تخيل بعض صور حياتنا من دون و جود شخوصها الأساسية

 يرتعد قلبي كلما حاولت أن أتخيل الموقف .. أنا لا أمانع الرحيل

أنا لا أمانع الوداع  و حتى إن مانعته لن يوقفه ذلك ،

 لكنني أخشى أن أستفيق يوماً لأجد بعض معالم و جودي مفقودة ،

 كلنا يريد التقدم بحياته لا أحد يتوقف عند نقطة واحدة –حتى لو أحبها- للأبد

هذه هي طبيعة الحياة …لكن الذي يخيفني هو أن أحرم ممن أحب بالحياة

إلى الأبد ...و أبديتي تلك لا تعني هذه الحياة

أبديتي هي تلك التي ترنو إلى دار الخلود

 أنا أريد أن يأتي كل من أحب – بإذن الله – معي هناك

أنا لا أريد فراقهم بالفانية إلى الأبد ،

أنا لا أريد أن يكون فراق أجسادنا في الدنيا هو فراق أرواحنا كذلك …

 أنا لست أدري إن كانوا جميعاً سيأتوا لكني أعلم أن يقيني بالله يقيني…