الجمعة، 18 ديسمبر 2009

أحلام معلقة ... لحين أشعار أخر






إستهوى قلبي حلم بأن أرحل بعيدا على جناح طائر صغير كما في الحكايات الخيالية


فأحلق عاليا ويتحقق كلما كان يراود عقلي من أحلام
على متن ذاك الجناح الصغير تجاوزت الرياح مسرعة حيث لم أتعدى حدود السحاب


وإنما بقيت مابين أرض قد لعبت دوما بترابها وبنيت أجمل القصور بتلك الذرات


المتناقصة وبين سماء مليئة بالسحب التي قد أخذت لون الثلج الناصع البياض




و التي كنت دوما أستلقى على العشب لتأملها ورمي الأشباه مع أصوات من الضحكات البريئة




... أخذني ذاك الطائر الجميل إلى ماخلف المحيطات والبحار إلى جزيرة بعيدة حيث الجبال الشاهقة المغطاة




بالعشب الأخضر والأنهار الجارية .. فهبط بي




سريعا بالقرب من كوخ صغير قديم قد نال الزمن منه مانال مابين أشجار ضخمة




على ضفاف شاطئ شديد الروعة والهدوء .. فنطلقت قدماي مسرعة لإكتشاف الشئ




المميز الذي ستراه عيناي على هذه الجزيرة ركضت بكل فضولي وأسألتي ..




حتى رأيت شخص ضئيل الحجم يقف على شاطئ تلك الجزيرة .. فاقتربت أكثر




فوجدتها طفلة شديدة الجمال ترتدي رداء جميل وقد طوق عنقها عقد من الأصداف المنظومة




وشعرها المتناثر جزء منه متساقط على عينيها والآخر قد غطى أكتافها




الصغيرة وتوسط ظهرها .. فأقتربت منها في ذهول وعقلي يملاه ألف سؤال




فخافت الطفلة وهرولت مبتعدة .. فوقفت طويلا في لحظات من الـتأمل فابتسمت لها




وأومأت بصوت يتخلله العطف والحنان .. أن تعالي إلى ياصغيرتي ولا تخافي




مني .. فهدأ روعها وتوقفت حيث كانت فمشيت إليها بخطوات بطيئة ومطمئنة ..




وعندما إقتربت منها جلست على ركبتي حتى أكون بطولها .. فسألتها هل




تعيشين هنا ؟؟
فهزت رأسها مجيبة بنعم .. وأين عائلتك هل هي بالقرب من هنا ؟؟؟




فنطقت قائلة أنا هنا وحيدة ليست لي




عائلة ..فصرع عقلي لسماع ذالك ..فأوجس قلبي




خيفة وريبة فعدت وسألتها .. إذا وكيف وصلت إلى هنا فقالت لا اعلم أذكر




إنني كنت نائمة وفجأة إستيقظت


فوجدت نفسي هنا على هذه الجزيرة .. فحاولت




العودة إلى دياري فلم أستطع ولم أجد الطريق للعودة


فسألتها مرة أخرى ألا تخافين هنا بمفردك بوسط هذه الجزيرة الكبيرة الخالية ..




فردت قائلة ولم أخاف فلا شيء مخيف هنا .. سكتت والدهشة تغمرني وشردت




بعيدا بأفكاري ..فسألتني هي .. وأنتي من تكونين ؟؟ ظللت صامته أبحث عن إجابة لسؤالها..




فقلت لها مبتسمة وأنا غارقة بتأملي لجمال الأمواج المتلاحقة




..أنا فتاة حالمة تحمل قلب طفلة مثل قلبك الصغير ..




فقالت متعجبة مثلي !! قلت نعم مثلك..




فضحكت وقالت ولم ؟؟ فقلت لأن أحلامي لا حصر ولا حدود لها فكلما إنقضى حلم ظهر الآخر ...




قالت وكيف أتيت إلى هنا فقلت وأنا ملتفتة أشير بيدي على




جناح ذاك الطائر .. فلما إلتفت لم أجده .. فأخذني الخوف والرهبة ورحت اركض وأبحث




عن طائري فخافت الفتاة وحزنت عندما رأت عيناي تذرف الدموع بيأس ..


فنادتني وقد إبتعدت وأنا أبحث .. ياحالمة !! ياحالمة !! لقد رأيتك وانتي قادمة




ولم أشاهد ذاك الطائر أبدا ولذالك سألتك كيف وصلتي على هنا ؟؟ ...




فزاد حزني وإنقطع أملي بالعودة إلى حيث كنت ..وبدأت الحيرة تدب في أعماقي والتساؤلات




تملأ كياني ترى كيف سأعود إلى عالمي ..؟؟ مستقبلي ؟؟ واقعي




؟؟ كيف وكيف ؟؟




فردت هي واثقة بلى هناك طريقة ما للعودة .. فقلت كيف والصرخات تعلو صوتي




وأنا اجهش بالبكاء قولي كيف وقد إختفى طائري وأملي الوحيد بالعودة ؟؟




فقالت لي ..






الاحلام جميلة وأحيانا قد يأخذنا خيالنا وأفكارنا إلى أماكن ليست بواقعنا




ربما قد تمنيناها أو قد نتمناها لا حقا وأن هناك أحلام لابد من تحقيقها




مهما كلف الأمر .. فلا تخافي وأسعي جاهدة في تحقيقها مهما إعترضت العقبات طرقاتك.




. وهناك أحلام هي في الواقع من نسج الخيال ولا تمت للواقع بصلة فتعجبت من فصاحة لسانها




وعمق تفكيرها وروعة إنتقائها لكلماتها فنظرت إليها فقلت وكيف لكي القدرة على قول




هذا وأنتي لازلتي طفلة صغيرة من أين أتيت بكل هذا ؟؟




فضحكت ساخرة وقالت لا تتعجبي انا لست طفلة فأنا مثلك تماما...




فستثارت روحي عجبا !!! فسألتني هل رأيتي نفسك عندما نزلتي على هذه الجزيرة؟؟




قلت لها لا !! أهناك خطب ما ؟؟ فقالت : أسرعي وأنضري لنفسك في الماء فمشيت




حتى وجدت حفرة بها ماء بالقرب من شجيرات صغيرة فإنحنيت لأرى




وجهي ففوجئت وإرتعبت كثيرا !! ماهذا هذا ليس وجهي إنها ملامح طفلة صغيرة




فصرخت من هول العجب وقلت كيف حدث هذا؟؟ .. فنظرت إليها وإذا هي




تتأمل الرمال بحزن شديد وقالت هكذا كنت أعيش في عالم الأحلام والأوهام




فلم أرد الإسيتقاظ منها ورفضت ذالك مرارا وعندما ندمت وأردت أن أعود لسابق عهدي لم




أستطع لأن الأوان كان قد فات .. فحذاري ياصديقتي أن تقعي فيما وقعت فيه قبلك .




. إستيقضي سريعا يافتاة




قالتها بصوت عالي لتدخل الرهبة في فؤادي .. انت الان لا زلت غارقة في حلمك




فإستيقظي منه قبل فوات الأوان




فمهما كان حلمك جميلا فلن يكون الغد جميلا مع الندم ..




وإذا بي قد فتحت عيناي على أصوات العصافير ونسيم الصباح العذب وأشعة الشمس الذهبية




التي تخللت من شرفتي الصغيرة .. ومارأيت في منامي لم يكن إلا




مجرد حلم طفلة شقية أرادت تحقيق المستحيل

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

جميل أوى ان يكون فى حوار داخلى يمثل فيه كل منا نفسه و الطرف الآخر الذى يحمل رؤية مكملة فى نفس الوقت ،، بالتوفيق إن شاء الله :)

زهرة الجنة يقول...

الاجمل منه تعليق حضرتك يادكتور
ربنا يبارك فيك ويرزقك بكل خير