الخميس، 13 نوفمبر 2008

ماذا أصابك يا وطن ؟؟؟ فاروق جويدة



أنـا من سنين لـم أره
لـكن شيئا ظـل في قـلـبي زمانا يذكـره‏..‏
***
عمي فرج‏..‏
رجل بسيط الحال
لم يعرف من الأيام شـيئاً
غير صمت المتـعبـين
كنـا إذا اشـتدت ريـاح الشك
بين يديه نـلتمس اليقين‏..‏
كـنا إذا غـابت خـيوط الشـمس عن عينـيه
شـيء في جوانحنـا يضل‏..‏ ويستكين
كنـا إذا حامت علي الأيام أسراب
من اليأس الجسور نـراه كـنز الحالمين‏..‏
كـم كـان يمسك ذقـنه البيضاء في ألم
وينظـر في حقول القـمح
والفئـران تـسكـر من دماء الكـادحين
***
عمي فـرج‏..‏
يوما تقلـب فـوق ظـهر الحزن
أخـرج صفحة صفراء إعلانا بـطـول الأرض
يطلب في بـلاد النـفـط بعض العاملين
همس الحزين وقـال في ألم‏:‏
أسافر‏..‏ كـيف يا الله
أحتمل البعاد عن البنية‏..‏ والبنين ؟‏!..‏
لم لا أحج‏..‏ فـهل أموت ولا أري
خير البرية أجمعين‏..‏
لم لا أسافر‏..‏ كلـها أوطـانـنـا‏..‏
ولأنـنـا في الهم شـرق‏..‏ بيننا نسب ودين‏.‏
لـكنه وطـني الـذي أدمي فـؤادي من سنين
ما عاد يذكرني‏..‏ نـساني‏..‏
كـل شيء فيك يامصر الحبـيبة
سوف يـنسي بعد حين‏..‏
أنا لـست أول عاشق نـسيته هذي الأرض
كم نـسيت ألوف العاشقين‏..
***‏
عمي فرج‏..‏
قـد حان ميعاد الرجوع إلي الوطـن
الكـل يصرخ فـوق أضواء السفينة
كـلـما اقـتـربت خيوط الضوءعاودنا الشـجن
أهواك يا وطني‏..‏
فلا الأحزان أنـستني هواك ولا الزمن
عمي فرج‏..‏
وضع القميص علي يديه
وصاح‏:‏ يا أحباب لا تتعجبوا
إني أشم عبير ماء النـيل فوق الباخره
هيا احملـوا عيني علي كفي
أكاد الآن ألمح كل مئذنة
تطـوف علي رحاب القاهره‏..

هيا احملوني
كـي أري وجه الوطـن‏..‏
دوت وراء الأفق فرقـعة
أطاحت بالقـلوب المستـكينه
والماء يفتـح ألف باب
والظـلام يدق أرجاء السفينه
غاصت جموع العائدين تناثـرت
في الليل صيحات حزينه
***
عمي فرج‏..‏
قـد قام يصرخ تـحت أشـلاء السـفينه
رجل عجوز
في خريف العمر من منكم يعينه
رجل عجوز ....آه يا وطني
أمد يدي نحوك ثم يقطعها الظـلام
وأظل أصرخ فيك‏:‏ أنقذنا‏..‏ حرام
وتسابق الموت الجبان‏..‏
واسودت الدنيا وقـام الموت
يروي قصة البسطاء
في زمن التـخاذل والتنـطـع والهوان‏..‏
وسحابة الموت الكـئيب
تـلف أرجاء المكـان
***
عمي فرج‏..‏
بين الضحايا كان يغمض عينـه
والموج يحفر قبره بين الشـعاب‏.‏
وعلي يديه تـطل مسبحة ويهمس في عتاب
الآن يا وطـني أعود إليك
تـوصد في عيوني كل باب
لم ضقـت يا وطني بـنـا
قد كـان حلـمي أن يزول الهم عني‏..‏ عند بابـك
قد كان حلمي أن أري قبري علي أعتابـك
الملح كفـنني وكان الموج أرحم من عذابـك
ورجعت كـي أرتاح يوما في رحابك
وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك
فبخلت يوما بالسكن
والآن تبخـل بالكفـن
ماذا أصابك يا وطـن‏..

هناك 8 تعليقات:

كـــيــــــــارا يقول...

دائما فاروق بيبهرني

بجد الله الله

Beram ElMasry يقول...

هذا الرد ارسلته للمغالط المزعوم باسم امل فتحى عزت
اخى او اختى امل فتحى
ماهى العقيدة ، فعقيدتك غير واضحة وفى المجمل انت بلا هوية ، واين الرد اللذى ادعيته على مهاترات هذا القمص الموتور وتطاوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واين دفاعك المزعوم عن كتاب الله لا كتاب مرقص او متى او يوحنا ولماذا تنشر هذة الوقاحات هنا ولم تنشرها عنده ارجو الرد واضح ومحددلا لف ولا دوران باستعراض مغالطات ساذجة كرؤيتك للجفان والقدور، والرجاء ارشادى للمكان اللذى ينشر فيه زكريا بطرس هذه المغالطات ، للردعلية من واقع مؤلفات متى اويوحنا او حتى برنابا ، ام انت مجرد بوق مروج لهذا المريض المغالط

ahmed_k يقول...

يا لها من ميتة رهيبه
بين أنياب السمك
وجبال الموج
والبرد يلف المكان
هل من منقذ هل من إنسان

رحمهم الله جميعا
ونحسبهم عند الله من الشهداء

تقبلي مني خالص التحيه

princess يقول...

طب اقول ايه طيب فعلا ماذا اصابك يا وطن ؟؟ مش عارفة اخرتها ايه بجد ولا اين المفر زى ما بيقولوا
تحياتى

زهرة الجنة يقول...

كيارا العزيزة
انا كمان بحب قصائده جداااااا
تحياتي ليكي

زهرة الجنة يقول...

احمد
نورتني وبتسعدني دايما بمرورك
وزي ما انت قولت نحسبهم عند الله شهداء
واكيد ربنا ارحم علينا من نفسنا

زهرة الجنة يقول...

برنسيس الجميلة
اخرتها ربنا يعلمها
ولا مفر منه الا اليه
هو ارحم علينا من نفسنا
تحياتي ليكي

غير معرف يقول...

ربما ارتاح عم فرج بالموت و ان كان قاسيا بدلا من ان يقاسي كل حين عذاب السؤال ماذا اصابك يا وطن و لكن الوف احياء و لكنهم اموات علي ارض الوطن قتلهم بحلمهم بالسعي وراء بالافضل في وطن لا يعرف الاحباب من الاعداء!!!